الصفحة الرئيسية أخبار وأحداث
انخفاض في تلوث الهواء وانبعاث غازات مسببة للاحتباس الحراري بعد «كورونا» تحسن جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم
أكد رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، الدكتور محمد أحمد بن فهد، أن جائحة فيروس كورونا المستجد استطاعت أن تضع حداً للضرر الذي ألحقه الإنسان بالبيئة، وأن ترسم ملامح كوكب المستقبل في وقت قياسي، لاسيما أن الانخفاض المفاجئ لتلوث الهواء ومعدل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالمياً تزامن مع إجراءات الدول الاحترازية لاحتواء انتشار الجائحة. وأضاف بن فهد أن «الأمر شكل بداية إيجابية لتغير بيئي طويل الأمد، إلا أن نجاح هذا الأمر واستدامته مرتبطان بشكل رئيس بكيفية التقدم الاقتصادي والصناعي بعد انحسار الفيروس، حيث من الممكن أن تؤثر الانطلاقة الاقتصادية والصناعية الجديدة حول العالم سلباً في البيئة إن لم تتحلّ بالمسؤولية البيئية». وقال رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة إنه «في حال لم يتم تطوير العلميات الصناعية المستقبلية بما يراعي صحة ومصلحة الكوكب وسلامة الإنسان، وبما يحد من تفاقم الأذى البشري للبيئة، فمن المرجح أن ترتفع الانبعاثات إلى المستويات السابقة عندما ينتعش النشاط الاقتصادي، ويصبح هذا التغير المأمول مجرد مشهد عابر وقصير».
جانب إيجابي
وقال بن فهد إن لكل أزمة جانباً إيجابياً، مشيراً إلى أرقام وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) حول تراجع مستويات التلوث في نيويورك بنحو 50%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وانحسار الانبعاثات في الصين بنسبة 25% مطلع العام الحالي، وتراجع استهلاك الفحم بنسبة 40% في ست من أكبر محطات الطاقة في الصين منذ الربع الأخير من عام 2019، إضافة إلى تحسن جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم بنسبة 11.4%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتراجع معدلات التلوث أيضاً في دول عدة، مثل إيطاليا وفرنسا وبريطانيا.
الزراعة الرقمية
وأشادت الأمين العام لمؤسسة زايد الدولية للبيئة،الدكتورة مشكان العور، بالإجراءات والمبادرات التي اتخذتها الإمارات لتعزيز الأمن الغذائي في الدولة ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وقالت إن استدامة صحة الأرض لا تقتصر فقط على الحفاظ على جودة الهواء ما بعد «كورونا»، بل يجب التركيز على تفعيل الزراعة الرقمية وتعجيلها، وتوسيع نطاقها في مجال الأغذية والزراعة، وتوظيف الحلول والخدمات الرقمية والتقنيات التكنولوجية العصرية في إلهام روح المبادرة لدى الشباب في مجال الأغذية والزراعة، ونشر هذه الثقافة على نطاق واسع، وتشجيع الابتكار في المجال الزراعي، وتكريم المزارعين باعتبارهم أبطال الغذاء، إلى جانب تحفيز أفراد المجتمع على الزراعة في حدائقهم المنزلية ومزارعهم، وتنويع إنتاجهم ومحاصيلهم الزراعية، بما يحقق لهم اكتفاء غذائياً خلال الأزمات.